الجمعة، 14 يناير 2011

رسالة في مكائد الشيطان


الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد,

أخي المسلم,

ألم ترى أنك مخلوق بصنعة عظيمة حيث يكتشف الطب كل يوم الجديد من مكوناتك ومرضك وخريطة جيناتك, ويرون عظمة الخالق فيك كما قال الله تعالى في كتابه (وفي أنفسكم افلا تبصرون). وإذا عجز الأطباء عن مداواتك قالوا لك: إلجأ إلى الله ليشفيك.

لذا اردت منك ألا تنسى من هو عدو بني آدم الأول والذي طلب من الله الانتظار وأن يبقيه حياً إلى يوم الدين لِيُضل الجنس البشري ويُدخِله معه إلى جهنم. فقد أعلن الشيطان حربه على بني البشر واتهم أبانا آدم عليه السلام بأنه كان سبب خروجه من الجنة، ونسي عدم طاعته لأوامر ربه بالسجود لما خلقه الله تعالى بيديه.

ولكن الله خص عباده الصالحين بحفظه الكريم فقال تعالى (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) فلنكن عبادا لله تعالى ولنحذر من أول أسلحة إبليس وهو التسويف (أي تأجيل العمل ؛بعد قليل ساصلي؛ بعد قليل سأتوب؛ بعد قليل افعل), لذا اردت في رسالتي هذه أن أذكرك أخي المسلم بوسائل ابليس وأسلحته ومداخله, وهذا بعضها:



أسلحة الشيطان ومداخله:

الحسد وهو أول مرض خطير لصاحبه ولغيره "كحسد ابليس لآدم".  
الحرص على المزيد, فكما أعطي آدم الجنة كلها ولكنه حرص على أن يعرف هذه الشجرة التي منع منها لمن هي, وحرصه على البقاء والخلود في الجنة.

حب الدنيا: فحبها في قلب ابن آدم عظيم ولنرى ذلك في الامثلة التالية:
في "قصة الشيطان والشجرة والناسك" حيث أراد ناسك أن يقطع شجرة عَبَدها الناس فخرج لذلك, فحاول الشيطان منعه فغلبه الناسك وجثم على صدره, ومن ثم حاول الشيطان لثلاث مرات أن يمنعه فكان الزاهد الناسك يغلبه في كل مرة, وذلك لأن الناسك خرج غضبان لله وحباً لطاعته ومحاربة لأعدائه. فوعده الشيطان أن يقطعها عنه ولكن تدريجياً وسوف يعطيه كل يوم درهمين يضعهما له تحت رأسه عند فراشه, فصدقه الناسك فأعطاه الشيطان عدة دراهم لأيام قليلة.
ومن ثم قطع الشيطان عن الناسك المال فخرج مرة ثانية غاضباً يحمل فأساً لقطع الشجرة فتصدى له الشيطان ولكنه هذه المرة هو غلبه وقعد على صدره, فسأله الناسك: لماذا في الاولى غلبتك وفي الثانية أنت غلبتني؟ فقال له الشيطان: لأنك خرجت أول مرة لله والآن خرجت من أجل الدرهمين.

"قصة الشيطان وقارون" حين دخل الشيطان مع قارون (الناسك المنقطع في العبادة) إلى صومعته كهيئة ناسك متعبد وأراه من نفسه أنه أقوى منه في العبادة والصوم حتى أقنعه أنه أفضل منه. ثم بعد حين, قال الشيطان لقارون بعد أن أذعن له وأطاعه: "يجب أن نعمل يوماً ونتعبد يوماً, فنتصدق بما كسبنا ولا نكون عالة على الناس". فأخرجه من الصومعة لكي يعمل ويتصدق ومن ثم فُتحت الدنيا على قارون فأخرجه من العبادة إلى حب الدنيا ونسِي طاعة الله وفضله.

قال عيسى عليه السلام: "الشيطان مع الدنيا ومَكرِهِ مع المال وتزيينه عند الهوى وإستمكانه عند الشهوات".

ومن عَمَلِ الشيطان أن يوقع العباد في فتنة جحد القضاء والقدر ويقنعهم بأن الله قدّر علينا المعصية وكتبنا من أهل النار مسبقاً: فلما العمل؟. ونسِي الإنسان أننا مطالبون بالعمل ولا نعلم بما كُتب عند الله, وقد خلق الله لنا مقعدين أحدهما في الجنة والآخر في النار, فمن أطاع الله دخل الجنة ومن عصاه دخل النار, ووقع القضاء كما هو في القدر (فالإختبار من الله لا من العبد).

والمدح: كما قال الشيطان لعيسى عليه السلام (أنت الذي من عِظَمِ ربوبيتك أنك تحي الموتى) فالمدح مفتاح الغرور والغرور طريق الكبرياء, ولكن الكبرياء هو رداء العظمة لله وحده ولا يجوز لغيره من الخلق (ولكن جائز إظهاره على الكفار في ساحة الوغى فقط).

كما أن من عمل الشيطان أن يُنسِي القلب ذكر الله, كما في الحديث (أن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس).

ومنها "لمّة" الشيطان وهي من باب الوسوسة : (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)
بايعادكم  بالشر وتكذيب بالحق ومن شعر بذلك فليستعذ من الشيطان, كما لم يقدر الشيطان على الصحابة فقال: "رويدا بهم فعسى ان تفتح لهم الدنيا".

والحدة وهو الخُلُق الذي يستفيد منه الشيطان (سرعة الغضب وردة الفعل قبل التفكر), حيث يقول الشيطان: ان العبد اذا كان حديدياً قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة.

ومن مداخل الشيطان :
الشبع: لأنه يسبب النوم عن العبادة والغضب: وهو سلاح الشيطان الخطير ويستعمله مع الأصدقاء فلا يبقى لك صديق ينصحك, ومع العدو يهيجه عليك فتذهب أموالك تترصده ويترصدك ويكثر الفقر والجوع.
والهروب من الزحف (يذكره بالأهل والولد) لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الولد مبخلة مجبنة). ومجالسة النساء التي لا تحل لك. والمكث في الاسواق, فيكثر فيها الحلف والكذب والغش. واطالة البقاء في بيت الخلاء (اكرمكم الله).

ومن مصائده أيضا: عدم الذكر أول الطعام. والمسكر والمزمار. والشِعر. والوشم (والذي كَثُرَ في شباب هذه الأيام تقليدا لأعداء الدين. والكذب والكهانة. والخلوة بالنساء. والتنجيم وهو محاولة معرفة ما في الغيب, وتصديق الناس لذلك مع أنهم يعرفون أن لا أحد يعرف الغيب إلا الله عز وجل.

أما ما لا يُرجَى له التوبة عند إبليس فهذه الآثام المحببة له: الزنى وشرب الخمر والقتل.

ومن أحب الناس الى الشيطان: الفاسق البخيل وأبغضهم اليه المؤمن السخي, وليس أشدُ على ابليس من العبد الأواب الذي يفتِنَه فيُذنِِب ثم يتذكر العبد فيتوب الى الله ويستغفره, ثم يحاول معه الشيطان مرة ثانية فيُذنِب مرة أخرى ثم يتوب وهكذا.

أما أفضل أعوان إبليس (وهو لا يدري) فهو الذي أعجبته نفسه واستكثر عمله, ونسي ذنوبه فأصبح كمن "استحوذت عليه الشياطين".

ولقد قسّم إبليس الناس الى ثلاثة في قوله: منهم من لا ندرك حاجتنا منه وهو يتوب ويستغفر. ومن الناس من هم بإيدينا مثل الكرة في أيدي الصبية كفونا أنفسنا, فهم المتساهلون في أمور دينهم, إنما همهم بطونهم وفروجهم. ومنهم معصومون: لا نقدر على شيئ منهم.

أما القيادات الخمس عند الشيطان:
· صاحب المصائب: وهو من يدعوا الى شق الجيوب, والنوح ودعوى الجاهلية وعدم الرضا بالقضاء, يقول افتنوهم في دينهم.
· صاحب الزنا والفواحش.
· صاحب الكذب والذي ينشر الشائعات, يدخل مع الرجل على أهله فيظهر له عيوبهم ويُغضِبَه عليهم.
· صاحب السوق (بالحلف الكاذب والخداع والغش).
· الولهان وهو الشيطان المخصص للوضوء يقول لك لم تغسل لم تمسح حتى يتعبك.

فالشيطان سلاحه الوسوسة ويجري من ابن آدم مجرى الدم ويتخذ من صدورهم بيتا له, ويشبعهم إلى حد التخمة ليكحلهم بكحل النوم فينام الانسان عن الذكر وعن الصلاة. ويجعل لسانه ذرباً ينطق بالشر ويهيجه في الخصام فتحمر أوداجه ويتلفظ بألفاظ الشتائم ويفجر إذا خاصم وقد يتفوه بكلمات الكفر وهو يخاصم وهو لا يعي ولا يقف عند حدوده.

أما وسائل المسلم لطرد الشيطان:

فأقواها قراءة القرآن فهي تهرب الشيطان, فالمؤمن ينضي (أي يُضعِف) شيطانه (بسبب قراءة القرآن والاستغفار والتوبة). وآية الكرسي دواء وإعاذة من الشيطان كما أن خاتمة سورة البقرة تمنع دخول الجن تلك الليلة الى البيت وسورة "يس" تعمي الجن. وكذلك النداء للصلاة (الأذان)  يُهرِب الجن إذا سمعه.
ومن الادعية المأثورة: "اللهم رب السماوات وما أظلت, ورب الاراضين وما أقلت, ورب الرياح وما أذرت, ورب الشياطين وما أضلت, أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام, تأخذ للمظلوم من الظالم حقه فخذ لي حقي من (الشيطان الذي يؤذيني أو من فلان) فإنه ظلمني.
قالها جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما اراده الشيطان بشعلة من النار: "قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يتجاوزهن بِرُّ ولا فاجر, ومن شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها, وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن فتن الليل والنهار".

كما أحذرك أخي المسلم ثلاثاً: لا تخل بامرأةٍ لا تحل لك. ولا تعاهد الله عهداً إلا وفيت به. ولا تخرج صدقة إلا أمضيتها, لأن الشيطان سيحاول منعك من دفعها. واتقِ الحسد والشح والاستكبار والغضب.

فلا تغفل أخي المسلم من هذا العدو "الشيطان" فما هي إلا ساعة ومن ثم ننقلب جميعاً إلى الحساب والوقوف بين يدي الديّان.

ولا تيأس أيها المؤمن بربوبية الله وإنك عبده, وأن لا إله لك غيره وأعلم أنه هو غافر الذنب قابل التوب, فلجأ إلى بابه وتواضع لجنابه تعالى واشكو له همك يفرج كربك.

فهذه نصيحتي لي ولكم, وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك تعليق واحد:


  1. تنظيف مجالس بالمدينة المنورة
    شركة بيتى هى شركة تنظيف بالمدينة المنورة لدينا العمالة المدربة التى تقوم بخدمات التنظيف بأستخدام اجود انواع المنظفات المستوردة التى تقضى عى البقع والاوساخ كما اننا لدينا العمالة المدربة التى تقوم بتنظيف الشقق والمنازل والكنب والفلل والقصور والمنازل والشقق فى اسرع وقت والحصول على افضل نتائج التنظيف بأرخص الاسعار .
    شركة تنظيف بالمدينة المنورة
    http://www.bateiy.com/cleaning-medina/

    ردحذف