الأربعاء، 6 يوليو 2011

لا تخافوا من الجنِّ


بسم الله الرحمن الرحيم
لا تخافوا من الجنِّ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه من مدحه الله عز وجل فقال في كتابه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة ن والقلم (4)
أما بعد
أحببت أن أوضح بعض ما علق في أذهان العامة أن الجآن لهم قدرة على إيذاء البشر مما جعلهم يتخوفون من الليل وظلمته وتوقف عندهم الاندفاع للحياة وعاشوا في اللامبالاة وتمسكوا بالأرض ورغبوا عن الحياة لا يحدوهم الأمل ويتمنون على الله الأماني .
وأتسأل على من تنزل الشياطين فانظر الى قول الله تعالى من سورة الشعراء اية 221 – 222
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ( 221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) 223)
تنزل لأنها أكثر ماتكون في الهواء وأنها تمر في الريح (تفسير القرطبي 14-87)
زعم المشركين أن القرآن شيء افتعله (محمد صلى الله عليه وسلم) من تلقاء نفسه أو أنه أتاه به رئى من الجآنّ فردّ على ذلك ..أن الشياطين ليس لهم رغبة في مثل هذا القرآن العظيم وإنما ينزلون على من يشاكلهم ويشابهم من الكهان الكذبة (تفسير ابن كثير 5/215)
صفات من تنزل عليهم :
1- على كل أفاك : أي كذوب في قوله ومنه قول رسول (آية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب) فالكذاب مركز استقبال للشياطين للمشابهة والمشاكلة فالشيطان يكذب يالكلمة الواحدة تسع وتسعون كذبة للكلمة الصادقة الواحدة .
2- على كل أفاك أثيم : الأثيم هو الفاجر في أفعاله صاحب المعاصي طالب الفساد يتبع هواه فمن منا يهدي من أضله الله عز وجل . فافعاله مدعاة لحضور الشياطين وهرب الملائكة من معاصيه للرحمن
3- الكبر : التكبر على العباد وغمض حقهم والاستهزاء بعباد الله وخاصة الضعفاء منهم وهو الذي أوقع إبليس في غضب الله فانزل عليه لعنته كما ذكر الله عز وجل في كتابه
(قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) سورة الحجر آية 33
فتبين تكبره وحسده لآدم بأنه خير منه إذ هو خلق من نار والنار أقوى من الطين . وتناسى إبليس أنه أُمِرَ من الله عز وجل بالسجود لعظمة الخلق الذي صنعه الله ولعظمة العلم الذي علمه الله إياه لآدم .
4- المبذربن : قال تعالى (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) سورة الاسراء اية 27
التبذير : انفاق المال في غير حقه ولا تبذير في عمل الخير وقال مالك التبذير أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه وهو الإسراف وهذا حرام
إخوان الشياطين : أي في حكمهم إذ المبذر ساع في الفساد كالشياطين أو إنهم يفعلون ماتسول لهم أنفسهم أو إنهم يقرنون بهم غداً في النار تفسير القرطبي 10-247
لقد سمى الله عز وجل المال خيراً فقال (وانه لحب الخير لشديد) وقال تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) وكما ذكرنا أن تضيع مال الشخص نفسه تبذير فكيف من يضيع أموال الأمة أما فعل الخير ومساعدة الآخرين فلا يسمى ذلك إسرافاً .
5- الجدل : انها صفة كريهة فقال الرسول (انا زعيم ببيت لمن ترك المراء وان كان محقاً وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحاً وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)
صفات العدو
قال الله تعالى (بعضكم لبعضٍ عدو) سورة البقرة
وقال (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) النساء آية 117-121
قال (القرطبي في تفسيره 5/280) : قال الشيطان :لاستخلصنهم بغوايتي وأضلنهم بإضلالي وهم الكفرة والعصاة وفي الخبر (من كل ألف واحد لله والباقي للشيطان) قلت : وهذا صحيح المعنى يعضده قوله تعالى لآدم يوم القيامة (ابعث بعث النار فيقول ومابعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين) أخرجه مسلم
وبعث النار هو نصيب الشيطان والله أعلم وقيل من النصيب طاعتهم إياه في أشياء منها أنهم كانوا يضربون للمولود مسماراً عند ولادته ودورانهم به يوم أسبوعه يقولون ليعرفه العمار
ولأضلنهم : أي لأصرفنهم عن طريق الهدى وعن محبة الله ونفع البشر
ولأمنيهم : أي لأسولنّ لهم من الرغبات  وهذا لا ينحصر إلى واحد من الأُمنيات لأن كل واحد في نفسه ذلك إنما يمنيه بقدر رغبته وقرائن حاله وقيل لأمنيهم بطول الحياة والخير القادم والتوبة ومعرفة الحق مع الإصرار على الذنوب .
ولآمرنهم فليبتكن : والبتك هو القطع أي أحملهم على قطع آذان البحيرة والسائبة ونحوه
من الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله : واختلف العلماء في هذا التغير إلى ماذا يرجع فقالت طائفة هو الخصاء وفقء العين وقطع الأذان قال معناه ابن عباس وأنس وذلك كله تعذيب للحيوان وتحريم وتحليل بالطغيان وقول بغير حجة ولا برهان والأذان في الأنعام جمال ومنفعة وكذلك غيرها من الأعضاء فلذلك رأى الشيطان أن يغير خلق الله تعالى
وفي حديث عياض المجاشعي (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ
وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ
وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا فَقُلْتُ رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً قَالَ اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ
وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ
وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ
وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ
قَالَ وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ
ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ
وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ
وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ قَالَ وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ
الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا
وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ
وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ
وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ
وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ)رواه مسلم
كذلك الإخصاء في الأدمي فمصيبة فإنه إذا خصى بطل قلبه وقوته عكس الحيوان ثم إن فيه ألما عظيماً ربما يفضي بصاحبه إلى الهلاك ثم هذه مُثلَة ولم يختلفوا إن خِصاء ابن آدم لا يحل ولا يجوز لانه مُثلَة وتغير لخلق الله .
أقول : وقد ورد النهى عن إخصاء بني آدم وكذلك النهى عن المُثلَة (والمثلة تشويه الأسير وتعذيبه قبل قتله)
وقال رسول الله (لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المتغيرات خلق الله) أخرجه مسلم فعدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير المرأة من خِلقتها للتتجمل وتخدع من يريد أن يتزوجها من أفعال الاستجابة للشيطان .
وقالت طائفة : المراد بالتغير لخلق الله هو أن الله تعالى خلق الشمس والقمر والأحجار والنار وغيرها من المخلوقات ليعتبر بها وينتفع بها فغيرها الكفار بأن جعلوها آلهة معبودة
وروى عن ابن عباس (فليغيرن خلق الله) دين الله وقاله النخعي واختاره الطبري وإذا كان ذلك معناه دخل فيه فعل كل ما نهى الله عنه وقال مجاهد : (فليغيرن) فطرة الله التي فطر الناس عليها
ومن وظائفه كثرة الأماني بدون عمل :
(يعدهم ويمنيهم) النساء : 120قال القرطبي في تفسيره 5-395يعدهم أباطيله وترهاته من المال والجاه والرياسة وأن لا بعث ولا عقاب ويوهمهم بالفقر حتى لا ينفقوا في الخير (وما يعِدهُم إلا غُروراً) أي خديعة قال ابن عرفة : الغرور مارأيت له ظاهراً تحبه ومن باطنه مكروه أو مجهول والشيطان غَرُور لأنه يحمل على محابة النفس ووراء ذلك ما يسوء
التخذيل عن الطاعة :
(وكان الشيطان للانسان خذولا) الفرقان 29
قال ابن كثير في تفسيره 5-149: أي يخذله عن الحق ويصرفه عنه ويستعمله في الباطل ويدعوه اليه
الفحشاء هدفه :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور 21
قال ابن كثير في تفسيره 5-74 خطوات : يعني طرائقه ومسالكه وما يأمر به (ومن يتبع خطوات) هذا تنفير وتحذير من ذلك وعن ابن عباس (خطوات الشيطان) عمله وقال عكرمة : نزغاته وقال قتادة : كل معصية فهي من خطوات الشيطان وقال أبو مجلز : النذور في المعاصي من خطوات الشيطان وقال مسروق : سأل رجل ابن مسعود فقال : إني حَرمْتُ أن أكلَ طعاماً وسماه فقال (ابن مسعود) : هذا من نزغات الشيطان كفِّر عن يمينكَ وكُلْ .
وقال الشعبي في رجل نذر ذبح ولده : هذا من نزغات الشيطان وافتاه ان يذبح كبشا
الاغواء :
(وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا )الإسراء (27) اي احذروا متابعته والتشبه به في الفساد والإفساد فمن انفق ماله في الشهوات زائداً على قدر الحاجات وتعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر ومن أنفق ربح ماله في الشهوات وحفظ الأصل فليس بمبذر ومن أنفق درهماً في حرام فهو مبذر ويحجر عليه في نفقته الدرهم في الحرام ولا يحجز عليه إن بذله في الشهوات إلا إذا خيف عليه النفاد
الازعاج
(الم تر أنَّا أرسلنا الشياطينَ على الكافرين تؤزهم ازَّا)
أي سلطانهم عليهم بالإغواء حين قال لإبليس (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) وقيل أرسلنا أي خلينا
تؤزهم : أي تزعجهم ازعاجاً من الطاعة الى المعصية قاله ابن عباس وقال : تغريهم إغراءً بالشر
الاستفزاز والجلب
(واستفزز من استطعت منهم بصوتك)
قال القرطبي في التفسير 10/288 استفزز : أي استزل وهو أمر تعجيز أي أنت لا تقدر على إضلال أحد وليس لك على أحد سلطان فافعل ما شئت
(بصوتك) وصوته كل داع يدعو الى معصية الله قال مجاهد : الغناء والمزامير واللهو ..وقيل بصوتك : بوسوستك
(واجلب) أي جمّع عليهم فالمعنى اجمع عليهم بكل ما تقدر عليه من مكايدك
الجدل
(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد)الحج 3
قال ابن كثير في تفسيره 4-613 أي يجادل بغير علم صحيح كتب عليه كتابة قدرية ان من اتبعه وقلده يضله الشيطان في الدنيا ويقوده في الاخرة الى عذاب السعير ولقد حذر رسول الله من الجدال والمراء في الدين فقال (المراء في القران كفر) وما أوتي قوم الجدال الا ضلوا انظر الى صديقين فاذا تجادلا اختلفا واحمرت عيونهما وتخاصما وغضبا من بعض
الوسوسة
(فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما)الاعراف20
قال ابن كثير في تفسيره 3-153سعى في المكر والخديعة والوسوسة ليسلبهما ماهما فيه من النعمة واللباس الحسن
أقول : والوسوسة من أهم أعمال الشيطان وتكون في العقيدة قال الرسول (يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك ؟ فاذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ) رواه البخاري رقم3276 وغيره
وسوسته للمصلي : قال عثمان بن أبي العاصي لرسول : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقرائتي يلبسها علي فقال رسول (ذلك شيطان يقال له خنزب فاذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا) رواه مسلم رقم 2203
القول على الله وقيل الفتوى بغير علم
(إنما يأمرك بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)
وقيل القول على الله عز وجل هو الفتوى بغير علم والتقول بلا دليل وهذا تحذير شديد لطلبة العلم والسرعة بالفتوى والقول على الله شيء ليس بالهين لأنك توقع عن الله بفتواك وانظر كتاب أعلام الموقعين لابن القيم الجوزية
التزين
(قال رب بما أغويتني لازينن لهم في الارض)الحجر39
قال القرطبي في تفسيره 10-27: تزين الشيطان وجهين : أما بفعل المعاصي وأما بشغلهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة (لأُغوينهم أجمعين) أي لأضلنهم عن طريق الهدى وفي الحديث الضعيف (إن إبليس قال : يارب وعزتك وجلالك لاأزال أغوى بني آدم مادامت أرواحهم في أجسامهم فقال الرب : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني (إلاّ عبادكَ المخلصُون) قيل الذين استخلصتهم وأخلصتهم وقيل : أي الذين أخلصوا لك العبادة من فساد أو رياء
أعوان الشيطان
يجب الحذر منهم وهم من يدلونا على طريق المعاصي ويزينوها للناس ويحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين
قال تعالى (وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)
أي أتباعهم والمستمعون لهم القابلون لأمرهم يأمرونهم في الغي أي تساعدهم الشياطين على المعاصي وتسهلها عليهم وتحسنها لهم وقال ابن كثير : المد : الزيادة يعني يزيدونهم في الغي يعني الجهل والسفه وقال ابن عباس : لا الإنس يقصرون عما يعملون ولا الشياطين تمسك عنهم وقيل : لا يسأمون أي لا تسأم الجن من إمدادهم بالشر لأن ذلك طبيعة لهم وسجية (لا يقصرون) لا تفتر فيه ولا تبطل عنه
القرآن محفوظ
(وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون)
قال ابن كثير 5-208 في تفسيره : ذكر أنه يمتنع عليهم ذلك من ثلاثة أوجه : أحدها أنه ما ينبغي لهم أي ليس هو من بغيتهم ولا من طلبتهم ولأن من سجاياهم الفساد وإضلال العباد وهذا (القرآن) فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونور وهدى وبرهان عظيم فبينه وبين الشياطين منافاة عظيمة ولهذا قال تعالى : (وماينبغي لهم) وقوله تعالى (ومايستطيعون) أي ولو انبغى لهم لما استطاعوا ذلك ولانهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله لأن السماء ملئت حرساً شديداً وشهباً
حفظ الله عباده
(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)الحجر 42
قال العلماء : يعني على قلوبهم وقال ابن عيينة أي في أن يلقييهم في ذنب يمنعهم عفوي ويضيقه عليهم وهؤلاء الذين هداهم الله واجتباهم واختارهم واصطفاهم
ليس له سلطان على قلوبهم ولا موضع إيمانهم ولا يلقيهم في ذنب يؤول الى عدم القبول بل تزيله التوبة وتمحوه الأوبة وقيل يحتمل أن يكون خاصاً فيمن حفظه الله ويحتمل أن يكون في أكثر الأوقات والأحوال وقد يكون في تسلطه تفريج كربة وإزالة غمة كما فعل ببلال إذ أتاه يهدهده حتى ينام عنما حرس المسلمون من أجل إيقاظهم لصلاة الصبح فنومه الشيطان فما استيقظ المسلمون حتى طلعت الشمس (فكانت الرخصة) وقال الرسول (ليس في النوم تفريط)
(الا من اتبعك) أي الضالين المشركين أي سلطانه على هؤلاء
وقال تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا)الاعراف 201
قال ابن كثير في تفسيره 3-269 أي أصابهم طيف ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بالذنب
أقول وقد حذر رسول الله من الغضب وقال للصحابي السائل عن النصيحة (لا تغضب) فانظر الى الغضبان كيف تحمر عيونه وتظهر أوداجه ولا يملك نفسه وانظر الى قول الرسول إلى أحد الرجال وهو غضبان (إني أعلم كلمة لو قالها لذهب مابه ..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) أو كما قال (تذكروا) أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله فرجعوا إليه من قريب (فإذا هم مبصرون) أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه
أخيراً
فان مكائد الشيطان وحيله كثيرة ولا نجاة منها إلا باللجوء الى الله والاحتماء بطاعته وتنفيذ أوامره والابتعاد عن نواهيه واذكر هنا بعضها مختصرا فاقول منها
محبة ابليس للبدعة ..والنظر الى النساء ..سماع اللهو ..تقديس بعض الاماكن كالقبور او الشجرة ..التشبه بالكفار ..الصلاة في الاوقات المنهي عنها ..وكذلك الصوم في الايام المنهي عنها ..الاشتغال بالنوافل وترك الواجبات ..ترك الزواج التماوت والتكاسل ..الدنيا ..النساء الامل وحب الحياة ..التلبيس في العقائد ..الكلام وعلم الجدل ..وعلى العلماء : التلحين في قراءة القران ...حب المدح ..اختلاف السريرة والعلانية ..نجاسة الثياب والبدن والقلب
التنجيم واستطلاع الغيب ..الزهد المخالف للنصوص والخارج عما أمرت به الشريعة
واهم هذه الامور ترك الجماعة والنصيحة والشورى قال الرسول (يد الله على الجماعة والشيطان مع من يخالف الجماعة) وقال الرسول (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد )
وهذا باب أذكر فيه بعض مداخل الشيطان على الإنسان
الحسد وهو أول مرض وقع من إبليس فحسد أدم فعصى ربه .
الحرص : حرص آدم على البقاء في الجنة وحب المقام فيه والخلد فوسوس له الشيطان انه ناصح أمين وأقسم له إن أكل من الشجرة ليكونن من الخالدين فأوقعه في المعصية .
حب الدنيا ونسيان يوم الحساب ونسوا لقاء الله عز وجل هم أقرب الناس للوقوع بالمعصية (ومنها قصة الناسك الذي خرج لقطع شجرة يتبارك بها الناس ويطلبون عندها الأمنيات وغيرها من المخالفات الشرعية فمنعه الشيطان ان يقطعها فغلبه الناسك فوعده إبليس بإزالتها وأنه سوف يعطيه كل يوم دينارين سيجدهم تحت وسادته ففعل إبليس لعدة أيام ثم قطع عنه المال فغضب الناسك وخرج لقطع الشجرة فمنعه الشيطان وغلبه وقعد على صدره فسأله كيف ذلك قال له المرة الأولى خرجت غاضبا لله ولدينه والآن خرجت غاضبا للمال وللدنيا .
فالشيطان مع الدنيا ، ومكره مع المال وتزينه عند الهوى واستمكانه عند الشهوات .
وقيل أن الشيطان أراد أن يخرج قارون من صومعته ،وكان متعبداً زاهداً ، فدخل عليه صومعته كزاهد واراه من نفسه قوة في الزهد والصوم ما لا يتيقه قارون فوجده أقوى منه على ذلك فأطاعه ، فطلب منه أن يعمل يوماً ويتصدق بجزء منه وفتحت له الدنيا وكثرت خزائنه فتكبر وتجبر على موسى عليه الصلاة والسلام وعلى أمته فخسف به الأرض .
الشيطان يوسوس للمرء بأمور العقيدة وأهمها القضاء والقدر وكم ضاع وضل بهما وينسى العبد أن الاختبار من الله لا من العبد .
من أسلوبه مدح الإنسان ليدخله الغرور فلا يقبل بعد ذلك النصيحة
أحب الناس إلى الشيطان المؤمن البخيل وأبغضهم إليه الفاسق السخي .
الإستغفار سلاح الضعفاء : فأشد الناس على إبليس من يحاول أن يفتنهم وهم يستغفرون ويتوبون غلى الله من أخطائهم ومعصيتهم . وهكذا يحاول الشيطان ولا يياس ولا يدرك حاجته منه باستغفاره وتوبته
بعض الناس الغير مبالين في الحياة ولا هدف لهم هم نلعب بهم كمثل الكرة في أيدي الصبيان كفونا أنفسهم
أما المعصومون فهم في حصن افستغفار ومع الجماعة لا يبتعدون عنها سلموا قيادهم لربهم وعرفوا أن هناك حساب ويوم تجمع فيه الخلائق وتوفى كل نفس ما كسبت فهم بحماية الله عز وجل فلا يقدر عليهم إبليس وجنوده
الشبع والتخمة تسبب البلادة والنوم عن الطاعات وعمل الخيرات
الغضب سلاح الشيطان وكم معصية وكم جريمة قتل كان سببها كلمة أغضبت صاحبها فاضاع دينه وعقله .
متى يستحوذ الشيطان على المرء : إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه .
وكان الصالحون يحذرون من ثلاثة أمور : لا تخلُ بامرأة لا تحلُ لك ، ولا تعاهد الله عهداً إلا وفيت به لأن الشيطان سوف يحاول وسعه من منعك من الوفاء بعهدك ، ولا تنوي أن تخرج صدقة إلا أمضيتها لأنه سوف يحاول أن يمنعك ويتركك للتسويف .
اتق الحسد والشح .
والاستكبار والغضب .
ومجالسة النساء ، وتخويفه لك من الجهاد بتذكيرك الولد والهل من لهم بعد موتك ووو..
التطويل بالحمام ، والتطويل بالأسواق فلا تكن أول من يدخله وآخر من يخرج منه ،
ولا تكثر الحلف ، ولا الكذب ولا الغش للمسلمين وغيرهم .
ومن مصائده :
ينسيك ذكر الله وخاصة أول الطعام ، تزينه المسكر ، وسماع المزمار وآلات الغناء ، وحب الشعر على حفظ القرآن ، والوشم ، والكذب ، والكهانة ، والنساء .
لمة الشيطان : يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء .
لما لم يقدر على الصحابة قال : رويدا بهم فعسى أن تفتح لهم الدنيا
الأخلاق والعادات التي يحبها الشيطان :
الحدة : إن العبد إذا كان حديدياً قليناه كما يقلب الصبيان الكرة وهذا في غير الصحابة .
الجهل : وخاصة من يحاول تأويل الناس كلامهم أنهم يتكلمون عليه .
الموسوس : الذي يظن أن الناس يعرفون نقاط ضعفه ويتكلمون عليه
الفتوى بغير علم قول على الله بلا دليل .
ما لا يرجى له توبة عند إبليس : الزنى ، وشرب الخمر ، والقتل . أقول : باب التوبة مفتوح للإنسان إذا لجأ إلى باب ربه وسكب الدمع على ذنبه وعرف أن له رباص يغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك بالله .
القيادات الخمسة للمعصية : المصيبات ، وشق الجيوب ، ولطم الخدود ودعوى الجاهلية يدلوا على عدم الرضا بقضاء الله .
صاحب الزنا ، صاحب الكذب ، والذي ينشر الشائعات ويحب أن تشيع الفاحشة في المجتمع الإسلامي
من يوقع بين الرجل وزوجته ويدل صاحبه على عيوب زوجته كي يختلفا ويتفرقا
صاحب السوق الذي يستعمل الحلف الكاذب لإنفاق سلعته أو يخادع الناس لبيعهم ما لا فائدة به .
محاولة الشيطان فتنة الناس : بالنوح والشعر والغناء لإبعادهم عن القرآن وحفظه .
شيطان مخصص للوضوء اسمه الولهان : كي تنسى كم توضأت هل غسلت أم مسحت نقصت أو زدت وهكذا إتعابا للمسلم .
عمل الشيطان أن ينسي القلب ذكر الله عز وجل .
أسلحتنا ضده :
قراءة القرآن لأنه يهرب من سماعه .فالمؤمن يتعب شيطانه وينضيه بتلاوة القرآن والحتماء بحماية الله عز وجل
الأذان فيه شهادة بالتوحيد ونبوة محمد فيهرب من هذه الشهادة
آية الكرسي دواء وإعاذة من الشيطان .
خاتمة سورة البقرة تمنع دخول الجن تلك الليلة من البات والدخول إلى هذا البيت
سورة ياسين تعمي الجن
أسال الله ان يحفظ المسلين ويجمع كلمتهم ويوضح طريقهم إنه على كل شيء قدير

8- تاليف الشيخ العلامة عمر بن عبد الله الشبلي الحنفي ولد بدمشق سنة 712 وولى قضاء طرابلس الشام سنة 755 وتوفي سنة 769 انظر ترجمته في الدور الكامنة 3-487والاعلام للزركلى6-234
هو عبد الرحمن بن ابي بكر بن محمد الخضري الأسيوطي نسبة الى أسيوط ولد في القاهرة سنة 849
مؤلفاته كثيرة
اشهرها الجامعين في الحديث والدر المنثور في التفسير والاتقان في علوم القران وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة توفي سنة 911
.....................

الباب الاول صفحة 26
1-الامور العقلية على مفاهيم ثلاثة الواجب : وهو مالا يقبل العدم والمستحيل : ما لايقبل الوجود وان الجائز مايصح وجوده وعدمه
2-الفلاسفة كفروا حيث انكروا علم الله تعالى بالجزئيات كما كفروا بانكار حدوث العالم وقالوا بازليته وانكروا حشد الاجساد وقال بعضهم
بثلاثة كفر الفلافسة العدا    اذ انكروها وهي حقامثبته
علم بجزئي حدوث عوالم   حشر لاجساد وكانت ميتة
3-القدرية : هم فرقة منشقة في العقيدة كانوا ينكرون القدر ويقولون ان كل انسان خالق لفعله
4-الزنادقة : قال في الجوهري في الصحاح 4-1489الزنادقة من الشنوية وهو معرب والجمع الزنادقة واصبح يطلق على كل شاك او ضال او ملحد
5-عبد الجبار بن احمد الهمذاني القاضي المتكلم انتهت اليه رياسة المعتزلة وكان من غلاتها بعد الاربعمائة لقب بقاضي القضاة
6-المعتزلة طائفة اعتزلت الحسن البصري وقالت بخلق القران وكلام الله تعالى عندهم مخلوق وانكروا بعض الصفات وبسببهم كانت محنة الامام أحمد ووقع في ذلك امتحان كبير لخلق كثير من اهل السنة
7-أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن ابي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي ابو العباس تقي الدين بن تيمية ولد في حران سنة 661كان كثير البحث في فنون الحكمة اية في التفسير والاصول فصحيح اللسان قلمه ولسانه متقاربان له عدة مؤلفات منهاج السنة وجمعت فتاويه وغير ذلك انظر الدرر الكامنة 1-144والبداية والنهاية14-135
8-أقول : وكيف لا يكفر من انكر وجودهم والدليل قول الله تعالى وكتابه وقد ذكرهم في القرآن الكريم ولهم سورة اسمها سورة الجن
9-في آكام المرجان للشبلي (ان الشياطين هم العصاة من الجن والمردة هم أعتاهم وأغواهم)
10- ضعفه الالباني والذي ورد مارواه أبو رافع مولي رسول قال : رايت رسول الله أَذَّن في أُذُن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة
رواه الترمذي رقم 1553وقال بحديث صحيح ورواه ابو داود في الادب رقم 5105وقال ابن علان كذا رواه البيهقي والحاكم وقال صحيح الاسناد انظر الفتوحات6-94
11-قال الجوهري في الصحاح 5-2106والحن بالكسر :حي من الجن قال الراجز
ابيت أهوى في الشياطين ترن مختلف نجواهم حن وجن
ويقال : الحن خلق بين الجن والانس
12-هذا حديث رواه اسحاق بن البشر ابو حذيفة البخاري صاحب كتاب المبتدا قال الذهبي:
تركوه وكذبه على بن المدني وقال ابن حيان : لا يحل حديثه الا على جهة التعجب انظر ميزان الاعتدال 1-184ترجمةرقم739
13-في اكام المرجان (سوميا) وفي لقط المرجان للسيوطي (سمومان)
14-قال صاحب الصحاح 5-194السموم : الريح الحارة تؤنث يقال منه : سم يومنا فهو يوم مسموم والجمع سمائم وقال ابو عبيدة : السموم بالنهار وقد تكون بالليل والحرور بالليل وقد تكون بالنهار
15-انظر الدر المنثور للسيوطي 4-98
16-روى السيوطي في الدر المنثور 1-50عن ابن عباس قال : كان ابليس من اشرف الملائكة من اكبرهم قبيلة وكان خازن الجنان اخرجه ابن المنذر
17-البقرة اية30
18-السجود لادم (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم)
19-الكهف اية50
20-البقرة اية34
21-سورة ص اية76
الباب الثاني
1-اخرج ابن ابي الدنيا في (مكائد الشيطان) والحكيم الترمذي في (نوادر الاصول) وابو الشيخ وغيرهم عن ابي الدرداء قال : قال الرسول (خلق الله الجن ثلاثة اصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الارض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب)
وفي اسناده يزيد بن سنان ضعيف
وروى الحاكم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابي ثعلبة الخشني قال : قال الرسول (الجن ثلاثة اصناف فصنف لهم اجنحة يطيرون بها في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون)
رواه السيوطي في الجامع الصغير رقم 3651 وصححه وغراء ايضا للطبراني في الكبير
2- العناصر الاربعة : النار والهواء والماء والتراب ومما يؤيد ذلك قول الرسول (عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي) انظر فتح الباري 6-457فالجواب ان اصل الجن النار كما ان اصل ادم التراب
3-الزط هم جيل من الهند ومفرده زطى
4-الجان يتشكلون ويتجسمون باشكال عديدة وروى الالهام احمد في مستوه ما معناه (ان الجن يساعدون الدجال ويتشكلون بالجمال وغيره)
5-روى السيوطي في الدر المنثور 3-76عن قتادة في تفسير قوله تعالى (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)
قال : والله ان عدوا يراك من حيث لا تراه لشديد المؤنة الا من عصم الله وعزاه لابي الشيخ وعبد بن حميد
6-قال الشبلي في كتابة (اكام المرجان)ص21 اختلف العلماء في رؤية الانس للجن فذهب فريق الى الانس لا يستطيعون ان يروا الجن واستدلوا بقوله تعالى (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) ففي هذه الاية كما يقول الزمخشري دليل على ان الجن لا يرون ولا يظهرون للانس وان اظهارهم انفسهم ليس في استطاعتهم وان زعم من يدعي رؤيتهم زور ومخرفة
ويقول ابو القاسم بن عساكر : وممن ترد شهادتهم ولا تسلم له عدالته من يزعم انه يرى الجن عيانا ويدعي ان له منهم اخوانا
وقال الشافعي : من زعم انه يرى الجن ابطلنا شهادته وعزر لمخالفته قوله تعالى (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)
اقول : وهذا على الرؤيا الاصلية للجن اما اذا تشكل في غير شكله يراه سائر الناس
7-كتاب الحيوان 1-203للعلامة الشيخ كمال الدين الدميري
8-صفدت الشياطين اي شدت واوثقت وانظر الى قول رسول (اذا كان اول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ) رواه الترمذي في الصوم والنسائي وابن الماجة في الصوم ايضا والامام احمد 2-292
9-رواه البخاري في صحيحه في كتاب احاديث الانبياء (فتح الباري 6-457) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب جواز لعن الشيطان في اثناء الصلاة حديث39و40
رواه البيهقي في دلائل النبوة 7-99باب ماجاء في الجن او الجني الذي اراد كيده وهو في الصلاة فامكنه الله عز وجل منه من طريق ابي عبيدة عن عبد الله بن مسعود بلفظ (مر على الشيطان) وهذا اسناد منقطع ابو عبيدة لم يسمع اياه ورواه الامام احمد 1-413وفيه انقطاع ورواه ايضا 5-104و105عن جابر بن سمرة مرفوعا بمعناه (فتناولته فلو اخذته ما انفلت منى حتى يناط الى سارية من سواري المسجد ينظر اليه ولدان اهل المدينة)   

الاثنين، 17 يناير 2011

صفات المنافقين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد :

أول ما يتوجب على الدعاة والعاملين في مجال الدعوة ان يدعوا إلى عبادة الله ومحبته وشهادة التوحيد بأن لا معبود بحق إلا الله وشهادة أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) جاءنا بالحق ودلنا على طريق النجاة وحببنا بخالقنا وخوَفَنا من غضبه وعصيانه .

أول من دخل في الإسلام فئة كانت في جاهلية استجابت لله ولرسوله فأسلموا, وذكرهم الله عز وجل في أول سورة البقرة  (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون), ثم دخلت فئة ثانية فيهم اليهود والنصارى كانت تؤمن بالأنبياء السابقين فقال الله فيهم (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون).

 ثم دخل المنافقون وهم فئة ثالثة لا دخل لها بالمؤمنين وأفسد خُلُقَا من "الكفار" الذين جاهروا بالعداوة, فهذه "الفئة" تخاف أن تُعادي المسلمين علناً فينفَذُ فيهم أحكام الإسلام, فأعلنوه هرباً من أحكامه وقلوبهم مليئة كفراً, وكانوا يتعاونون مع الكفار في إضرار المسلمين ومحاولة تدمير دولتهم ولذلك حذّر القرآن الكريم منهم في عدة مواضع.

الجمعة، 14 يناير 2011

رسالة في مكائد الشيطان


الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد,

أخي المسلم,

ألم ترى أنك مخلوق بصنعة عظيمة حيث يكتشف الطب كل يوم الجديد من مكوناتك ومرضك وخريطة جيناتك, ويرون عظمة الخالق فيك كما قال الله تعالى في كتابه (وفي أنفسكم افلا تبصرون). وإذا عجز الأطباء عن مداواتك قالوا لك: إلجأ إلى الله ليشفيك.

لذا اردت منك ألا تنسى من هو عدو بني آدم الأول والذي طلب من الله الانتظار وأن يبقيه حياً إلى يوم الدين لِيُضل الجنس البشري ويُدخِله معه إلى جهنم. فقد أعلن الشيطان حربه على بني البشر واتهم أبانا آدم عليه السلام بأنه كان سبب خروجه من الجنة، ونسي عدم طاعته لأوامر ربه بالسجود لما خلقه الله تعالى بيديه.

ولكن الله خص عباده الصالحين بحفظه الكريم فقال تعالى (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) فلنكن عبادا لله تعالى ولنحذر من أول أسلحة إبليس وهو التسويف (أي تأجيل العمل ؛بعد قليل ساصلي؛ بعد قليل سأتوب؛ بعد قليل افعل), لذا اردت في رسالتي هذه أن أذكرك أخي المسلم بوسائل ابليس وأسلحته ومداخله, وهذا بعضها: